المشاركات

الرسول محمد صل الله عليه وسلم والاعمى

 قصة الرسول محمد صل الله عليه وسلم والاعمى 

قصة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والأعمى 

تتعلق بعبد الله بن أم مكتوم، وهو صحابي جليل كان أعمى. تُروى هذه القصة في سياق نزول الآيات الأولى من سورة عبس.

في أحد الأيام،كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مشغولاً بدعوة كبار قريش إلى الإسلام. وفي ذلك الوقت، جاءه عبد الله بن أم مكتوم يسأله عن بعض الأمور الدينية. كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعتقد أن انشغاله بدعوة كبار قريش الذين كانوا مؤثرين في المجتمع سيكون أكثر فائدة للدعوة الإسلامية، فتضايق من مقاطعة ابن أم مكتوم وأعرض عنه.

على أثر هذا الحدث، نزلت الآيات الأولى من سورة عبس:

بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ﴿١﴾ أَن جَآءَهُ ٱلْأَعْمَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ﴿٣﴾ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰٓ ﴿٤﴾ أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ ﴿٥﴾ فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ ﴿٦﴾ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿٧﴾ وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ ﴿٨﴾ وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿٩﴾ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿١٠﴾ كَلَّآ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١﴾.

تُظهر هذه الآيات العتاب الرباني للرسول محمد صلى الله عليه وسلم على ما فعله مع الأعمى، وتؤكد على أهمية الاستجابة لمن يأتي يطلب الهداية بغض النظر عن مكانته الاجتماعية.

بعد نزول هذه الآيات، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكرم ابن أم مكتوم ويهتم به كثيراً، وكان يعينه في بعض المهام المهمة، مثل تعيينه مؤذناً للمسلمين.

تُعتبر هذه القصة مثالاً على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على تعليم الأمة التقدير والاحترام للجميع، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو الجسدي.